مصادر المشكلات الصفّيّة داخل المدرسة
يمكن تقسيم مصادر المشكلات الصفّيّة إلى مصدرين رئيسين:
حيث ذكر الجاسر في المشكلات المدرسية (الجاسر ،(2001 بأن هناك مصادر داخلية للمدرسة والبيئة التعلمية ومنها المعلّم، حيث يُعدّ المعلّم من المصادر الأساسية لحل العديد من المشكلات التي تحدث داخل وخارج الغرفة الصفّيّة،
كما أنّه يعتبر سبباً في بروز العديد من المشكلات السلوكية غير المرغوبة، نظرًا لقيامه ببعض التصرفات من التعامل السلبي مع الطلبة أو الزملاء مثلاً بالسخرية والإستهزاء، وإعطاء المهمات الصفّيّة غير المناسبة لقدرات الطلبة والمرحلة الدراسية،
ويمكن للمعلم أن يصدر التهديدات دون تنفيذها والتحدث بسرعة وعصبية،
ولا ننسى أن هناك تناقضات حسب مزاجية المعلّم التي تظهر على سلوكه أثناء الحصة الصفّيّة، ومنها أيضاً عقاب الطلبة داخل الغرفة الصفّيّة بشكل كامل يظهر سلوك غير مرغوب من قبل بعض الطلبة،
كما أن هناك جلوس الطلبة على المقاعد لفترات طويلة يؤدي لصدور سلوكات سلبية،
والسماح للطلبة الإجابة دون إستئذان. (الجاسر، 2001 )
ومما سبق يأتي دور المعلّم في تجنب التصرفات غير المرغوبة حتى يستطيع ضبط الصف أثناء العمليّة التّعليمية التعلمية وذلك من أجل تحقيق الأهداف للمنهج الدراسي داخل الغرفة الصفّيّة. يعتبر الطالب أحد المدخلات والمخرجات للعملية التعلمية، ومنها تبرز العديد من السلوكات غير المرغوبة للطلبة داخل الغرفة الصفّيّة،
كالقيام بتخريب الممتلكات،
وتخريب الملصقات،
والمشاغبة وغيرها،
وتأخذ هذه السلوكيات أنماطاً مختلفة، منها سلوكيات لجذب الانتباه، سواء كانت واضحة وبطريقة غير سليمة كضرب الزملاء،
أو ضمنية كإهمال الطالب لإتمام واجبه، والتظاهر بعدم الفهم.
وسلوكيات يبحث من خلالها الطالب عن السلطة والقوة وذلك إما بالمجادلة ورفض الأوامر والتوجيهات والتمرد وهذا بحث عن السلطة بطريقة ضمنية،
وسلوكيات إنتقامية: وذلك حينما يشعر المعلّم بأنه قد أوذي من سلوك الطالب المشاغب،
وأيضاً سلوكيات يظهر فيها الطالب عدم الكفاءة أو القدرة فيصاب بالفشل وعدم القدرة على إتمام أي عمل يطلب منه ويشعر المعلّم بأنه لا حول له ولا قوة.
حيث تعتبر الإدارة المدرسية عاملاً مهماً في إدارة شؤون المدرسة، من أجل بلوغ الأهداف المنشودة التي وضعتها وزارة التربية والتّعليم، كما وأنها تعتبر مصدراً ملفتاً في إثارة بعض المشكلات الصفّيّة لعدة أسباب منها
عدم وضوح التّعليمات المدرسية التي تقع على عاتق المجتمع المدرسي كاملاً،
وعدم توافر بدائل للسلوك، فقد يطلب من الطلبة عدم إلقاء بقايا الطعام على الأرض أو عدم الركض والتزاحم في أثناء الخروج من الصفوف دون توفير بدائل لهذا السلوك،
فالمدارس تبين للطلبة ما يجب أن يفعلوه ولكنهم نادراً ما يعلمونهم بدائل لهذه السلوكيات مفترضين بأنهم يعرفون كيفية التصرف بشكل مناسب وينسى المربون أن ذلك يحتاج إلى مهارة وتدريب كي يتعلموا ما يجب أن يفعلوه،
إستخدام تعليمات وقوانين غير فاعلة،
وعدم مشاركة الأهل بفاعلية في نشاطات المدرسة أو اطلاعهم على إنجازات أبنائهم،
وعدم وجود برامج وقائية تحد من المشكلات قبل وقوعها.
وعدم الإستماع إلى شكاوي الطلبة أو الإلتقاء بهم من وقت لآخر،
وعدم إشراك الطلبة في القرارات ذات الصلة بهم بشكل مباشر،
وإدارة المدرسة متسامحة جداً أو متعسفة جدًا. (عصفور، 1998)
الطلبة هم العنصر الأهم في العمليّة التّعليمية، وكذلك البيئة المادية، والتي تشكل الإطار الذي يتم فيه التعلم وقد خضع هذا البعد من أبعاد العمليّة التّعليمية للكثير من الدراسات التي تدخل ضمن قياس وتقويم أداء المعلّم، ولا يتطلب تنظيم بيئة التعلم الكثير من الجهد أو التكلفة ولكن يحتاج إلى
فهم طبيعة المتعلمين واحتياجاتهم النفسية والاجتماعية وأساليبهم في العمل،
بالإضافة إلى حسن التخطيط بحيث يتم إستغلال كل جزء وركن من أركان الغرفة دون زحمها بأشياء لا ضرورة لها،
وتوزيع الأثاث والتجهيزات والوسائل التّعليمية بما يتناسب مع طبيعة الأنشطة والخبرات التّعليمية،
ويسمح بتنقل الطلبة بسهولة بين الأركان المختلفة. (الناشف وشفشق،2000 )
كما أن للأنشطة الصفّيّة التي تتيح للطلبة المواقف الأساسية لإكسابهم المهارات المطلوبة،
ومن المشكلات التي تتعلق بها
إضطراب التوقعات في كونها عالية جداً أو منخفضة لدى الطلبة،
وصعوبة اللغة التي يستخدمها المعلّم
وكثرة المهمات والوظائف أو قلتها مع ضعف الإثارة فيها والتي يحددها المعلّم لطلبته،
وتكرار الأنشطة التّعليمية،
وعدم ملائمة الأنشطة التّعليمية لمستوى الطلبة. (قطامي ويوسف قطامي،2001)
كما إن عدم فهم الطلبة للمادة الدراسية،
وعدم إدراك الأهداف الأساسية من دراستها وأهميتها بالنسبة لهم حاليًا ولحياتهم المستقبلية
وعدم رغبة الطلبة في متابعة المعلّم تدفع البعض منهم إلى الحديث مع غيرهم أو الإلتفاف أو القيام بحركات تثير الضحك في الصف،
كما أن نشطات التعلم الطويلة والمملة التي لا تلبي حاجات الطلاب وقدراتهم تعمل عل تدني دافعية الطلاب للتعلم ويشعر الطلاب في هذا الجو بالضّجر الأمر الذي يسهم في إيجاد طلاب مشاكسين. (العاجز، 2007)،(الجاسر 2007)
ومن مصادر المشكلات الجماعة الصفّيّة تعد من المصادر الأولية التي تحدد سلوك الأفراد ضمن جماعة ،خاصة أن الجماعة أحياناً تفرض على الطالب أن يمارس سلوكاً ما قد لا يمارسه عند الانسحاب من الجماعة أو عندما يكون بمفرده، ومن الأسباب التي تفرض على الطالب ممارسة من العدوى السلوكية وتقليد الطلبة لزملائه،
والجو العقابي الذي يسود الصف،
الجو التنافسي العدواني بين الطلبة،
والإحباط الدائم والمستمر للطلبة،
وغياب الإستعدادات للأنشطة
وغياب الممارسات الديمقراطية،
وشيوع جو من الدكتاتورية في الصف
وغياب البيئة الآمنة داخل الغرفة الصفّيّة.